لا يدور الحديث في العاصمة الاسبانية مدريد حالياً حول كريستيانو رونالدو أو ليونيل ميسي أو حتى أندريس انيستا، ولكنه يتعلق بحارس مرمى يبلغ من العمر 19 عاماً ولم يكن معروفاً لأحد قبل عام واحد فقط.
وتلقى ديفيد دي جيا إشادة جماعية كأثمن لاعب في الدوري الاسباني لكرة القدم خلال المراحل الأربعة الأولى من المسابقة، وسط تنبؤات بأن مستقبله سوف يكون مشرقاً.
وناقشت صحيفة "آس" الجمعة ما إذا كان دي جيا يستحق الانتقال إلى المنتخب الاسباني الأول أو أن يظل مع منتخب الشباب تحت 21 عاماً، واصفة الحارس طويل القامة بأنه "الخليفة البديهي لإيكر كاسياس"، الذي حمل كأس العالم مع بلاده في تموز/يوليو الماضي.
ولم تحظ اسبانيا من قبل بمثل هذا العدد من حراس المرمى الموهوبين.
ومازال كاسياس (29 عاماً) الذي يحرس عرين المنتخب الاسباني لأكثر من عشرة أعوام الآن، أمامه سنوات مثيرة طويلة مع بلاده، بينما لم ينجح الحارسان الاحتياطيان بمونديال جنوب أفريقيا خوسيه ريينا وفيكتور فالديز (كلاهما 28 عاماً) في إزاحة كاسياس من موقعه، قبل أن يصطدما بالموهبة الساطعة لدي جيا.
وفي آب/أغسطس الماضي قدم دي جيا أداء متميز ليقود أتليتكو مدريد للفوز على إنتر ميلان في كأس السوبر الأوروبي، كما ظهر بمستوى رائع أمام برشلونة السبت الماضي قبل أن يتصدى للعديد من الأهداف المحققة أمام فالنسيا الأربعاء.
وأبدى سير أليكس فيرغسون المدير الفني لمانشستر يونايتد، الذي ذهب إلى ملعب ميستايا لمراقبة فالنسيا، قبل مواجهة الفريقين في دوري أبطال أوروبا، إعجابه الشديد بدي جيا، ووفقاً لبعض المصادر بوسائل الإعلام الإنكليزية فإن فيرغسون يفكر فيه كمرشح محتمل لخلافة الحارس المخضرم ايدوين فان دير سار.
وما أكبر الفارق الذي يمكن أن يحدث في عالم كرة القدم خلال عام واحد، فقبل 12 شهراً فقط كان دي جيا الخيار الثالث بين حراس مرمى أتليتكو وكان النادي يتطلع إلى التضحية به لأي نادي ينافس في دوري الدرجة الثانية.
وفي الحقيقة لقد ساعد دي جيا المنتخب الاسباني على الفوز بلقب كأس الأمم الأوروبية تحت 17 عاماً في 2007 واحتلال وصافة كأس العالم في نفس العام، وسمع بعض مشجعي أتليتكو عن الحارس، وتوقع القليل منهم أن يكون الحارس الأول في غضون أشهر قليلة.
ولكن سيرجيو اسينخو حارس مرمى أتليتكو الذي انتقل من صفوف بلد الوليد، ظهر بشكل مهتز بجانب إصابة الحارس الأخر روبرتو، ليتم استدعاء دي جيا في ظروف طارئة حيث كان يعاني الفريق من شبح الهبوط.
وأقال أتليتكو مدربه ابيل ريسينو، الرجل الذي منح دي جيا الفرصة، في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، ولكن أول قرار اتخذه خليفته كيكي سانشيز فلوريس هو الإبقاء على دي جيا في مركز الحارس الأساسي.
وفي الأسبوع الماضي فسر كيكي سبب الثقة التي يمنحها للحارس الشاب دي جيا، قائلاً "ديفيد أبهرني منذ اللحظة الأولى بداية من هدوئه، إنه في ريعان شبابه، ولكنك لن تعتقد ذلك عندما تعمل معه، لا يتوتر أبداً، يبدو أكثر كلاعب مخضرم أكثر منه شاب".
وذكرت صحيفة "ماركا" أن أتلتيكو مدريد قرر رفع قيمة الشرط الجزائي في عقد دي جيا إلى 60 مليون يورو.
وقالت الصحيفة التي تصدر من مدريد إن "إدارة نادي العاصمة تفكر في رفع قيمة الشرط الجزائي الخاص بدي جيا إلى 60 مليون يورو كي يتساوى مع الأرجنتيني سرخيو أغويرو، فضلاً عن تمديد التعاقد وتحسين مقابله المادي".
ووقع دي جيا في كانون الثاني/يناير الماضي عقده الجديد بعد أن خاض خمس مباريات مع الفريق الأول لأتلتيكو، ليمتد ارتباطه مع النادي من 2011 إلى 2013. كما تم تحديد الشرط الجزائي بقيمة 20 مليون يورو.