تغلب مانشستر يونايتد على ضيفه ليفربول في اطار مباريات الجولة الخامسة من الدوري الانجليزي الممتاز بنتيجة 2/3 في اللقاء الذي اُقيم على ملعب اولد ترافورد مساء اليوم الاحد، ليُعيد ذكريات الكلاسيكيات الجميلة بين الفريقين والتي لم تكن ممتعة ابداً الى هذه الدرجات على مدار الخمس سنوات الاخيرة سواء في بطولة الدوري او بقية البطولات الانجليزية المحلية.
سيناريو المباراة كان مليئاً بالمفاجات اذ تقدم مانشستر يونايتد بهدفين حملا توقيع البلغاري بيرباتوف، لكن ليفربول رد بهدفين لقائده ستيفن جيرارد، وفي الوقت الذي كان يبحث فيه ليفربول عن التعادل بنزول المدافع اجير جاء بيرباتوف ليضع هدفه الثالث - الهاتريك - لينقذ مانشستر من تعادل جديد كان سيكون تعادله الاول هذا الموسم على ملعب اولد ترافورد.
سيطر مانشستر يونايتد على احداث الشوط الاول باكمله مع تحضير بطيء جداً من لاعبي ليفربول حيث فشلوا فشل كبير في نقل الكرة من منطقة وسط ملعبهم الى وسط مانشستر يونايتد، على العكس كان مانشستر يصل الى مرمى ليفربول كلما اراد بفضل ناني وسكولز وواين روني وديميتار بيرباتوف وتحركات جيجز المستمرة على الجهة اليسرى مستغلاً ضعف القدرات الدفاعية لجلين جونسون.
ومرر ريان جيجز عرضية نموذجية لنيمانيا فيديتش في الدقيقة الخامسة داخل منطقة الجزاء من ركلة ركنية سددها النجم الصربي فوق العارضة لتضيع اول الفرص المُبكرة على الشياطين الحمر الذين لعبوا بكامل عناصرهم عدا قائد الدفاع "ريو فرديناند" الذي غاب بسبب عدم اكتمال لياقته البدنية رغم ظهوره بصورة جيدة ضد جلاسكو رينجرز ببطولة دوري ابطال اوروبا، وفضل فيرجسون البدء بالثلاثي "ايفانز، فيديتش واوشيه" وعلى الجهة اليسرى باتريس ايفرا.
وواصل لويس ناني تقديم الاداء الرجولي مع مانشستر بانفراده التام بالمرمى في الدقيقة 16 لكنه تردد ما بين التسديد والتمرير لتضيع فرصة مُحققة لافتتاح التسجيل، وحاول بول سكولز ان يفعلها في الدقيقة 20 لكن تسديدته ذهبت بعيدة عن المرمى.
غاب ليفربول تماماً عن تشكيل اي خطورة على مرمى فاندر سار بسبب غياب المهاجم المساند لفيرناندو توريس في الهجوم ولبُعد راؤول ميريليس عن منطقة صناعة اللعب وتراجع مستوى لاعب الوسط الانجليزي "جو كول" الذي لم يُظهر اي تحركات او تمريرات سحرية المعروف بها، ولاحت اول فرصة للريدز في الدقيقة 25 عن طريق تسديدة لجلين جونسون ذهبت بعيدة جداً عن الثلاث خشبات لتمر جوار القائم الايمن.
هدا اللعب بعد ذلك بمحاولات مستمرة من مانشستر لاحراز هدف السبق من بعض الركلات الثابته خاصةً الركنية حتى جاءت من احداهم هدف التقدم في الدقيقة 42 براسية ذكية من الدولي البلغاري السابق "ديميتار بيرباتوف" حين حول عرضية نموذجية من ركنية ريان جيجز من الوضع واقفاً مستغلاً ضعف الرقابة الدفاعية التي تكفل بها "توريس" الذي فشل في هزيمة بيرباتوف اثناء تسديده الراسية، لينتهي الشوط الاول على هذه النتيجة الرائعة لمانشستر يونايتد.
اشتعل الملعب في الشوط الثاني بفرصة خطيرة جداً لمانشستر يونايتد في الدقيقة 52 لم يستغلها بيرباتوف عندما فشل في متابعة كرة سقطت من يد رينا داخل منطقة الجزاء.
ورد القائم الايسر لرينا هدف مُحقق لمانشستر يونايتد اثر تسديدة صاروخية لا تصد ولا ترد من البرتغالي "لويس ناني" في الدقيقة 57.
لكن بيرباتوف اعاد الحياة لمدرجات مانشستر يونايتد باحرازه هدف عالمي من ضربة خلفية مزدوجة من تمريرة عرضية نموذجية من "ناني" ليُسجل كاحد افضل اهداف الموسم على الاطلاق ليتقدم الشياطين الحمر بالهدف الثاني في الدقيقة 59.
وفجاة انقلب اللقاء راساً على عقب باحراز ليفربول هدفين متتاليين في الدقيقتين 64 و70 بقدم واحدة ومن ضربتين ثابتتين لستيفن جيرارد، الهدف الاول من ركلة جزاء حصل عليها النينيو "توريس" بعد تعرضه للعرقلة من المدافع الايرلندي الشمالي "ايفانز" لينفذها جيرارد بسهولة في الشباك ويقلص النتيجة.
وقبل الهدف الثاني بقدم جيرارد نجا مدافع جمهورية ايرلندا "جون اوشيه" من الطرد عندما عرقل توريس على حدود منطقة الجزاء وهو في طريقه للانفراد بالمرمى، ليحتسب الحكم "هاورد ويب" ركلة حرة مباشرة واشهر البطاقة الصفراء في وجه اللاعب، ونفذ جيرارد هذه الكرة بتقنية عالية جداً بباطن قدمه اليمنى مستغلاً انشقاق بسيط في الحائط البشري حيث فتحها "فليشتر" بغرابة ليستغل قائد الانجليزي الموقف ويسدد كرة رائعة على يسار الحارس ايدوين فاندر سار معلناً عن هدف التعادل في الدقيقة 70.
وكادت تتغيير معالم المباراة بشكل كلي عندما مرر بولسن تمريرة طولية من منتصف الملعب في الدقيقة 71 لراؤول ميريليس داخل منطقة الجزاء لكن الوافد الجديد من بورتو البرتغالي فشل في تسديدها براسه في شباك فاندر سار ليعطي فرصة جديدة لمانشستر كي يلتقط انفاسه.
وكان ذلك بعد اجراء فيرجسون تغيير هجومي بنزول ماكيدا لتتحول السيطرة لمانشستر ويستطيع اوشيه المتقدم لاداء الدور الهجومي من تمرير عرضية رائعة على طبق من فضة لبيرباتوف ليضعها البلغاري براسه على يمين الحارس الاسباني "رينا" الذي وقف يتابعها مثله مثل الجماهير، ليتقدم مانشستر من جديد 2/3 في الدقيقة 83.
ولم يطرا اي تغيير على نتيجة المباراة بعد ذلك رغم محاولات مدرب الريدز "روي هودجسون" باجرائه بعض التبديلات بنزول يوفانوفيتش واجير، لينتزع مانشستر يونايتد المركز الثاني من ارسنال برصيد 12 نقطة وتبدا المنافسة الحقيقية بينه وبين تشيلسي على لقب الدوري الانجليزي من هذه الجولة.